💬معلومات عن الأمطار الحمضية
ويستمر الإنسان في تصرفاته الجائرة، والتي تفتك بالطبيعة، ويجعلها تشيخ سريعا، فالأمطار الحمضية كغيرها من الظواهر الطبيعية ، ناجمة بشكل رئيسي عن أفعال البشر اليومية.
🌟تعريف الأمطار الحمضية
الأمطار الحمضية ظاهرة ليست بجديدة، بل ولدت من رحم الثورة الصناعية، والتطور الصناعي الذي شهده العالم. المطر الحمضي يعد الشكل الأهم من أشكال الترسيب على سطح الأرض، والذي يسقط من الجو.
سبب تسمية هذه الأمطار ب"الحمضية"، هو أن درجة الحموضة الخاصة بها منخفضة، أي أنها حاوية على مستويات مرتفعة من أيونات الهيدروجين، فهي تحتوي على مكونات حمضية بدرجة حموضة تعادل 4.2-4.4.
وهذا ما يميزها عن الأمطار العادية، التي تكون درجة حموضتها أعلى -حوالي 5.6- ، إلا أن النوعين يتشابهان في بعض الصفات، فكلاهما لا لون له و لا طعم.
🌟أسباب الأمطار الحمضية وأشكالها
أهم المكونات الحمضية التي تحويها هذه الأمطار هما:
👈غاز ثاني أكسيد الكبريت.
👈غاز أكسيد النتروجين.
ويعتبران نواتج ثانوية لعمليات الإحتراق، كما في معامل التكرير والمصانع، وحرائق الغابات ودخان وسائل المواصلات، وأيضا عوادم السيارات وثوران البراكين والصواعق أيضا.
للأمطار الحمضية شكلان رئسيان:
1.👈 ترسيب رطب: عندما تستقر الملوثات المنبعثة من العمليات السابقة في الغلاف الجوي، تختلط مع الأمطار و الثلوج و البرد.. وكافة أشكال الهطل ، وعندما تسقط على الأرض، تسقط معها هذه المكونات الحمضية.
2.👈 ترسيب جاف: تتراكم الملوثات والجزيئات على المسطحات المائية، والمباني والأشجار والتربة.. ، وعندما تسقط الأمطار، تتفاعل هذه المكونات مع جزيء الماء، بسبب قدرتها العالية على الذوبان فيه. ثم ينتج المطر الحمضي .
يزداد تشكل الأمطار الحمضية في المناطق الصناعية، والمناطق ذات الرطوبة العالية. ويعد ثقب طبقة الأوزون عاملا مساعدا، لأنه أسفر عن زيادة نفوذ الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض .
🌟آثار الأمطار الحمضية
التأثيرات السلبية للأمطار الحمضية
تسبب تآكل البنى التحتية، والمباني والجسور، وتقشير طلاء التماثيل والنصب التذكارية، وتحول المعادن التي تتكون منها من غير ضارة إلى بالغة الخطورة. وهذه المعادن، تعد سببا هاما لموت أغلب كائنات المسطحات المائية عندما تصل إليها.
والسبب الهام الآخر، يعود إلى أن البيئة المائية لا تستطيع تحمل الحموضة العالية للأمطار الساقطة، فتهلك وتنفق. وعند تناولها من قبل الإنسان، ستزداد نسبة المعادن الضارة في جسده، مما يسبب نتائج وخيمة على صحته.
فقد تسبب تلفا دماغيا عصبيا عند الأطفال ، كما يعتقد بعض العلماء بوجود علاقة وثيقة بين الألمنيوم ومرض ألزهايمر، ولا نستطيع تجاوز الأمراض التنفسية، والتي يمكن أن تحدث عند الإنسان بسبب استنشاق الأبخرة، والغازات المنبعثة من مياه الأمطار الحمضية. بما فيها السعال الشديد، والربو وأمراض الأنف وحساسية البلعوم ، كما يمكن أن تسبب أمراضا للعين، بسبب تخريش الأغشية المخاطية، والصداع.
النباتات والكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة، بما فيها البكتيريا الضارة والمفيدة تموت أيضا، باستثناء بعض الفطور التي تأقلمت مع الحموضة المرتفعة .
🌟التأثيرات الإيجابية للأمطار الحمضية
التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري ، فثاني أكسيد الكبريت الموجود ضمن مكوناتها، يقلل من انبعاثات غاز الميتان، وغاز ثنائي أكسيد الكربون، والذين يعدان من أهم الغازات الدفيئة ، و يقوم بعكس مبدأ عملهما، فهو يعكس أشعة الشمس، بدلا من حبسها ضمن الغلاف الجوي .
تعزيز وتحفيز نمو الغابات، بسبب زيادة تركيز النتروجين ضمن الغلاف الجوي، وزيادة تخزين الكربون. وحدوث ظاهرة "عزل الكربون". مما يؤمن الأغذية اللازمة للنمو.
المساهمة في تكوين الحجر الجيري تحت الأرض. وتكوين الكهوف وأماكن تخزين المياه الجوفية ، كما يمكن استخراج هذا الحجر، واستعماله في أعمال البناء.
كما قلنا سابقا، فإن الأمطار الحمضية تسبب موت الكائنات الحية الدقيقة في التربة، بنوعيها الضارة و المفيدة.
🌟الحلول المقترحة لمعالجة مشكلة الأمطار الحمضية
1. إنشاء محطات طاقة تعمل بالفحم، مستخدمة جهاز لإزالة الكبريت من غاز المداخن، والذي يسمى (جهاز التنظيف الرطب شائع الاستخدام)، أو محطات تعتمد على الغاز الطبيعي.
2.التقليل من استخدام الوقود الأحفوري .
3. استخدام وسائل النقل العامة .
4. إطفاء الأنوار عند عدم الحاجة إليها .
5. التقليل من استخدام أجهزة التكييف و التدفئة ، واستخدام الأجهزة الحديثة، التي تقلل من استهلاك الطاقة.
6. استخدام الطاقات البديلة مثل: الطاقة الحرارية للأرض، الطاقة الشمسية، طاقة المياه، طاقة الرياح .
7. استخدام جهاز يدعى ب "المحول الحفاز" في السيارات، كما يمكن صنع المركبات التي تعمل بالبطاريات أو الطاقة الشمسية.
8. يمكننا معادلة مياه المسطحات المائية بمواد قلوية، و ترميم المباني و التماثيل، لكن هذا الحل يعتبر مكلفا ومجهدا، بسبب الحاجة إلى تكرار العملية ، فهو يعالج نتائج المشكلة، وليس المشكلة بحد ذاتها كما في الحلول السابقة.
🌟معلومات متفرقة عن الأمطار الحمضية
1. تمت صياغة مصطلح "المطر الحمضي"، من قبل عالم الكيمياء الاسكتلندي "روبرت أنجوس سميث "في عام 1852. ولقب ب "أبو المطر الحمضي". حيث قام بالربط بين الحموضة التي لوحظت في المطر المتساقط على المناطق الصناعية في مانشستر. وبين الدخان المتصاعد من المصانع في الهواء.
2. أكثر الدول معاناة من الأمطار الحمضية، هي الدول الاسكندنافية بلا نزاع ، إذ تأتيها الرياح من جنوب أوروبا وكندا، ومن شمال وشرق الولايات المتحدة. محملة بكافة أنواع الملوثات و الإنبعاثات.
3. "المثلث الأسود": هو منطقة من جمهورية التشيك وألمانيا وبولندا، تلقت أمطارا شديدة في السبعينيات و الثمانينيات، فأصبحت الغابات بأكملها ميتة .
4. تسقط الأمطار الحمضية أيضا على كوكب الزهرة، وليس فقط على كوكب الأرض.
و خلاصة القول، نرى أن الأمطار الحمضية بما تسببه من خلل في التوازن البيئي، تحتم علينا جميعا الانتباه إلى أفعالنا، والتي تؤثر بشكل غير مباشر على الحياة من حولنا.